Monday, December 3, 2007

اتوبيس يحمل الوطن الي رفح







وتحرك منطلقا بنا نحو رفح
كان هذا هو الاتوبيس الذي حمل قافلتنا ( قافلة معا لفك الحصار عن غزة ) من القاهرة متجها نحو رفح
هو اتوبيس مزدحم ..تماما كشوارع القاهرة ظهرا
صاخب في بداية اليوم... تماما كشوارعها وقت الذروة
ومنهك في نهاية اليوم... تماما كشوارعها ليلا
هو اتوبيس في مجمله ..تماما كالوطن
تجد فيه اليساري والاخواني والناصري ...وتجد فيه اعضاء من حزب الغد والعمل ..وتجد فيه اعضاء آخرون في الجبهة او في كفاية
يجلس هذا بجانب ذاك
وتقف هذه لتحدث تلك
تختفي بيننا الفروق والاتجاهات ويعلو صوت الهدف الواحد الذي اتفقنا عليه...والحلم الذي حملناه سويا في رحلتنا
حلم كسر الحصار عن غزة
رايت في اتوبيسنا صورة مصغرة لمصر ..
خليط متباين من الافكار والاتجاهات والرؤي.. لكنها كانت تحمل هدفا واحد ..وطريقا واحد
جمعنا سمو الهدف ,وصدق الامنية ,وجمال الحلم
حلم الحرية للوطن العربي الاكبر وبخاصة فلسطين.. ومن قبله حلم الحرية لوطننا الاصغر مصر
في ذلك الاتوبيس تشاركنا الفرحة والاستمتاع بالصحبة طوال الطريق
كما تشاركنا سويا هم المنع ومرارة الظلم وقسوة البطش والقهر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في بداية الرحلة اشترك الجميع في الغناء
وما بين اغنية الجدع جدع والجبان جبان ... بينا يا جدع نفتح الميدان
الي انشودة فكوا القيود ...ازيلوا السدود ..ازيلوا العوائق حتي الحدود
ثم نغني يا مصر لو صاحية وسامعة اقري الاخبار ..الورد فتح في الجامعة علي ايد ابطال
ثم يسمعنا البعض شعرا لاحمد مطر تليها اشعار احمد فؤاد نجم وامل دنقل ومحمود درويش
نستمع قليلا لصوت عبد الحليم حافظ يغني للوطن
ثم نسمع شريط كاسيت يحمل انشودة نحن الذين بايعوا محمدا ..علي الهدي ..ما بقينا ابدا

خليط رغم اختلافه لكنني لم اشعر للحظة بتنافره
كنت اشعر اننا جميعا رغم اختلافنا متفقون ..والاهم منسجمون

هناك في اتوبيس الوطن كنا ناكل سويا... تشاركنا اكياس السندويتشات واكياس البقسماط والاهم كيس من بلح سيناء والذي مر علي الاتوبيس كله ليكون لكل منا فيه نصيب
تشاركنا زجاجات المياة وروينا عطشنا في الطريق

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


وكما غنينا واكلنا وشربنا سويا
كذلك تظاهرنا سويا
وعند المنع والحصار منعنا سويا
كلنا وقفنا بالساعات معا في الانتظار امام كل نقطة تفتيش

كلنا وقفنا امام عساكر الامن

وكلنا تلقينا ضرباته
كلنا صرخنا امامه يا حرية فينك فينك... امن الدولة ما بيننا وبينك
وفي النهاية ايضا كلنا منعنا من المرور
وكلنا طالنا بطش النظام المستبد

نعم اختلفنا قليلا في بعض القرارات خاصة في النهاية حين بدا واضحا اننا لن نمر لكننا في النهاية اتفقنا علي الاصلح للمهمة التي اتنيا من اجلها ..وقررنا العودة علي امل تكرار المحاولة
رجعنا ونحن نحمل قرارا جماعيا بأن ما حدث لن يجعلنا نتوقف عن الرسالة والهدف الذي جمعنا ...بل ازددنا عزما واصرارا علي الاستمرار لان ما حدث أوضح لنا انه مازال امامنا طريق طويل لنقطعه نحو الحرية ...وقطعا لن نقطع هذا الطريق فرادي
بل سنقطعه مجتمعين ..كما قطعنا طريق اليوم الي رفح مجتمعين


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


: خواطر علي هامش اليوم


كانت قافلتنا للدعوة لفك الحصار عن غزة ...لكننا اكتشفنا فيها اننا محاصرون مثلهم بل وربما اكثر منهم -

استاذنا العظيم محمد عبد القدوس لم تتح لي رؤيتك سوي بضع مرات -

لكني مع كل مرة كنت اراك فيها كنت اتعلم منك
لك مني جزيل الشكر

الي رفاق الطريق ...سواءا قافلتنا الصغيرة القادمة من الاسكندرية -

او قافلتنا الكبيرة من جميع الاتجاهات والتيارات التي التقيناها هناك

لكم جميعا

شكرااااااااااا

- منذ ان ركبت الاتوبيس متجهة نحو القاهرة ثم من القاهرة نحو رفح وانا يغمرني احساس واحد
هل ساصل الي ارض رفح ليكون الفاصل بيني وبين فلسطين بضعة امتار
هل سيكون الفاصل بيني وبين تراب فلسطين ..وعطر فلسطين بضعة خطوات
ربما لم نصل فعلا الي رفح
لكن ظلت هذه الفكرة حاضرة في ذهني وبقوة ونحن في العريش
انني يفصلني عن اغلي ارض بضعة كيلو مترات
يفصلني عن فلسطين الوطن مسافة ساعات قليلة

وعندما نتهي الامر وصدر القرار بالعودة
وجدت نفسي اترك المكان وارحل ...لكني حملت معي من هناك عزما واصرارا شديدا بأنني يوما ما سأعود

حتما سأعود