Saturday, May 17, 2008

طفولة... اصدي ..كانت طفولة



كنت قريبة من المكان وقلت امر عليها
اخدني الحنين ليها .. ولقيت رجلي من غير ما احس واخداني ناحية شارعها..وفي لحظة كنت ادامها
ادام مدرستي القديمة (مدرسة المدينة المنورة ) ..كنت محتاجة اشوفها واشوف فيها ملامح طفولتي اللي عشتها جواها
بس يا ريتني ما شفتها ولا عديت عليها
لقيت مبني غير المبني وملامح غير الملامح اللي عرفتها زمان
ببساطة حصلت تجديدات في المدرسة وهدوا المبني القديم وبنوا واحد جديد
واكتشفت وانا بادور علي ملامح زمان في صورة مبني المدرسة انه لا المدرسة هيه المدرسة .. ولا الايام هيه الايام .. ولا انا هيه انا
غصب عني لقيت دموعي بتنزل ..مش عارفة كانت بتنزل علي ملامح المكان اللي اختفت واختفت معاها ذكرياتي فيه..وللا كنت بابكي طفولتي اللي راحت هيه كمان
بدات اجر رجلي وابعد عن المكان وبعد ما مشيت شوية خطوات.. التفت التفاتة اخيرة ناحية المبني ..ودعت المكان وودعت معاه بقايا ذكريات ايام جميلة مليانة براءة وحرية وانطلاق راحت ...بلا عودة

فاصل اعلاني
املك صورة انا فيها صغير
شكلي اتغير معرفتوش
كان في جيوبي مكعب سكر
داب السكر ملقتهوش
واما اتقطعت مني الساعه
وقع الوقت لقيتني كبير
- اغنية مكعب سكر
-


يبدأ المطر ينزل في الاول قطرات صغيرة .. وبعدها القطرات تزيد وتزيد لغاية ما تتتحول القطرات لامطار غزيرة
الكل يبدا ياخد رد فعل سريع .. اللي يطلع شمسيته ويفتحها.. واللي يجري يستخبي تحت بلكونات البيوت ..واللي تلاقيه دخل يستخبي في مدخل بيت قريب
والاقيني عكس الناس خطواتي تصبح بطيئة ...وبدل ما استخبي من المطر ابدا ارفع وشي للسما اتلقي قطرات المطر باستمتاع
تنزل عليا النقط وتخبط وشي برقة
احسها مرة بتحضني وباحضنها .. ومرات تانية احسها بتغسلني من همومي
اقاوم رغبة ملحة في اني اجري تحت المطر او افتح دراعاتي وادوووور با
ستمتاع وكاني باحضن قطرات المطر اللي نازلة
وافتكر نفسي زمان وانا طفلة باجري تحت المطر واضحك والعب ..وفي النهاية ارجع لأمي وانا عارفة انها هتزعقلي عشان هدومي الغرقانة في مية المطر ...لكن نشوة اللعب ساعتها بتنسيني اي حاجة تانية
والنهاردة ..وانا عمري 22 سنة وشوية ..جايز مش عارفة اجري والعب زي زمان تحت المطرلكني غصب عني مش قادرة اقاوم المشي تحته باستمتاع
بصراحة مش عارفة هو ده عشق للمطر... وللا عشق للعب الطفولة اللي كان في يوم من الايام تحت المطر

اجري بسرعه عليها واركبها
افرد رجلي وابدا اتمرجح
هه ...يللا هوووب
الاول بشويش..بعدها ازق نفسي بالجامد
وابدا أعلي بالمرجيحة
أعلي
وأعلي
وأعلي
اغمض عيني واحلم اني باطير..
.باطير لفوووق...لفوووووووووق
باتخطي كل الحواجز .. وباعدي فوق كل الاسواار
واقول لنفسي في مرة اكيد وانا باتمرج هاكمل بالمرجيحة واوصل للسما فوق جمب العصافير
وحشتني المراجيح اوي..ووحشني اني اطير بيها زي زمان
ياتري المرجيحة اتكسرت وللا جرالها ايه؟؟
.. اصلي نفسي اتمرجح من تاني زي زمان


نداء وجهته قديما هنا واود ان اكرره الان


انا
بنت صغيرة بضفيرتين
لعبتها
صاحباتها
كتبها
كراساتها
هيه دي كل حياتها
لو قابلتوني
قولولي ان
انا وحشتني

فاصل اعلاني
عندما كنت صغيرا
كانت الاشياء في عيني فراشات كبيرة
كانت الايام عالالعاب عندي
كلها كانت مثيرة
- نشيد عندما كنت صغيرا -




النهاردة الجمعة يعني اجازة ..يعني مسموحلنا نتفرج عالتلفزيون ..هييييييه
نقعد انا واخواتي نتفرج
نبدا بسينما الاطفال وتتنقل عيوننا الصغيرة ما بين فيلم ساحر مدينة اوز ..لحلقات الكلبة لاسي
وتتنقل عيوننا من تاني ما بين برنامج ماما سامية لبرنامج ماما نجوي
وما بين اغنية انا انا انا ابريق الشاي لاغنية ياصحابي وصاحباتي هنا ومحلك سر
او اغنية مع انه خشب في خشب في خشب انما يستاهل تقله دهب
في البحر سمكة
كان فيه فراشة صغننه
لاغنية بولا بولا اللي مكنتش حافظة غير اولها
ومقدرش انسي اغنية الضفادع التي كتير حاولت افسر كلماتها واحفظها بدون فايدة
وكارتون الفيل بابار و كارتون مازنجر - افتح يا مازنجر انا معك - وكابتن ماجد والجون اللي بيتسدد في عشر حلقات وسلاحف النينجا
ماوكلي واليس في بلاد العجائب
دبدوبة التخينة
يااااااااااه حاجات كتييييييير متتنسيش
النهاردة بالاقيني باتنقل بين برامج الجزيرة وقناة الحوار وقناة الاقصي ..وبرامج التوك شو المختلفة وما بين متابعة تطورات الواقع السياسي المصري الي متابعة الوضع في فلسطين والعراق والسودان ولبنان
وافضل ادوّر وادوّر بين القنوات علي رائحة الطفولة القديمة دون جدوي
يا تري قنوات التلفزيون لسه بتعرض مواد زي المواد اللي كنت باشوفها وانا طفلة صغيرة وافتقدتها دلوقتي وانا كبيرة وللا هو زمن راح وراحت معاه حاجات تانية كتير

فاصل اعلاني
خطيئتي
أ نني أعيش دائماً بحالة انبهار
أني أرى العالَم بدهشة الصغار
- نزار قباني -





لبس المدرسة جلاد الكراسات
حصص الرسم والالعاب
بالذات حصة الرسم اللي كنت مبفوتهاش
شخبطة الالوان...ورسوماتي اللي مكملتهاش
رسمة الجنينة والمراجيح .. رسمة السوق وزحمة الناس .. رسمة البحر والصيادين..رسمة رمضان والمصريين
واهم رسمة ... رسمتي اللي بارسمها دلوقتي
بس لسه ملونتهاش
باحلم اني الونها بالالوان وخايفة غيري يلونهالي وميكونش معاه الوان غيير الابيض والاسود
ياتري رسمتي هتطلع ابيض واسود وللا هتطلع بالالوان

اقر انا الانسان ادناه
انني اعلم يقينا انها ايام ولت دون عودة ... لكن ليس بيدي شئ حين اجدني رغما عني اشتاق الي تلك الذكريات
واجد قلمي رغما عني يدونها
لاعود اليها كل حين واقول لنفسي
كانت هناك ايام جميلة مررت بها

واعلم في قرارة نفسي بانني يوما ما ساقول علي ايامي الحالية ...كانت اياما جميلة مررت بها